
فضائح إعلامية: أبرز أكاذيب جيش الاحتلال من "نفق فيلادلفيا" إلى الاغتيالات الوهمية
تتكشف يومًا بعد يوم الفضائح الإعلامية والدعائية التي يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي لتضليل الرأي العام المحلي والدولي، من خلال فبركة صور وأخبار حول أنفاق ومواقع ومجريات الحرب في غزة، إضافة إلى إعلانات كاذبة عن اغتيالات وتصفية قيادات ميدانية.
نفق محور فيلادلفيا: خداع بصري متعمد
في الرابع من أغسطس الماضي، نشر جيش الاحتلال صورة لما زعم أنه نفق بعمق عشرات الأمتار جنوب رفح، على امتداد ما يُعرف بمحور فيلادلفيا. إلا أن وزير الدفاع السابق “يوآف غالانت” صرّح لاحقًا أن الصورة تعود في الحقيقة إلى قناة لتصريف المياه، وقد جرى تغطيتها لتبدو كأنها نفق حقيقي.
غالانت أوضح أن الهدف من هذه الخدعة كان إفشال صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وهي خطوة تنسجم مع ما وثقه الإعلام في أكثر من مناسبة بشأن محاولات إفشال المفاوضات عبر تسريبات مضللة.
التلاعب بأرقام الجنود
تناقلت إذاعة الجيش تصريحات لضباط ميدانيين كشفوا فيها أن نسبة جنود الاحتياط الملتزمين بالخدمة لا تتجاوز 60%، في حين تصر القيادة على أرقام مرتفعة تتجاوز 85%، ما يعكس أزمة داخلية عميقة في صفوف الجيش، تشبه ما يحدث حاليًا في ظل تصاعد الاحتجاجات في تل أبيب بسبب فقدان الثقة في الحكومة والمؤسسة العسكرية.
استهداف طواقم الإسعاف: الميدان يكذب الرواية العسكرية

في 3 مارس، استُشهد 15 من أفراد الدفاع المدني والهلال الأحمر أثناء مهمة إغاثة في حي تل السلطان بمدينة رفح، وسط مزاعم إسرائيلية بأن سيارات الإسعاف لم تكن مفعّلة بالأضواء.
لكن تسجيلًا موثقًا صوّره أحد المسعفين قبل استشهاده فضح الرواية الرسمية، ما أدى إلى فتح تحقيق داخلي انتهى بفصل نائب قائد كتيبة الاستطلاع في لواء جولاني، بعد التأكد من بلاغاته الكاذبة.
اغتيالات وهمية: من فياض إلى الحواجري
في مايو 2024، أعلن جيش الاحتلال اغتيال القيادي حسين فياض في قصف نفق بجنوب غزة، لكن بعد أشهر، عاد للظهور حيًا، ما أثار موجة سخرية وغضب. وتكررت القصة مع هيثم الحواجري، قائد كتيبة الشاطئ، والذي زُعم اغتياله في ديسمبر، ليظهر لاحقًا في صفقة تبادل أسرى تمت في فبراير.
هذه الفضائح تُعيد إلى الأذهان كيف فشل جيش الاحتلال في تحديد مواقع قيادات المقاومة أو حتى تحديد مصير جنوده المفقودين بدقة، وهو ما زاد من الارتباك الاستخباراتي في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
دعاية لإثارة الهلع: من صافرات تل أبيب إلى تهديد المستشفيات
في كثير من الأحيان، استخدم جيش الاحتلال أدوات الدعاية النفسية مثل إطلاق صافرات الإنذار الوهمية في تل أبيب لإثارة الذعر، في حين كانت الأهداف الفعلية بعيدة، كما حدث في حالة الهلع الواسعة الأخيرة.
وفي قطاع غزة، لجأ الاحتلال إلى إصدار تهديدات كاذبة بإخلاء المستشفيات، كما حصل في مستشفى الأهلي، وهو ما تسبب بكارثة إنسانية، أثارت استياء دوليًا واسعًا.
خلاصة
تؤكد هذه الأمثلة أن جيش الاحتلال لا يعتمد فقط على القوة العسكرية، بل أيضًا على الكذب الإعلامي والتضليل النفسي، لتحقيق أهدافه السياسية والعسكرية. سواء عبر فبركة صور الأنفاق، أو الترويج لاغتيالات وهمية، أو تشويه دور الطواقم الإنسانية، فإن الهدف دائمًا هو خداع الداخل الإسرائيلي وتهيئة الرأي العام العالمي لقبول جرائم تُرتكب على الأرض.
ومع تراكم الأدلة والتسجيلات، يبدو أن زيف الرواية الرسمية يتهاوى أمام الحقائق، وسط تساؤلات متزايدة عن مصداقية الجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية، خاصة في ظل تسريبات متزايدة وخطيرة مثل تسريب تفاصيل الضربات الأمريكية في اليمن والتي تظهر كيف يمكن للدعاية أن تُستخدم كسلاح لا يقل خطورة عن الصواريخ والقنابل.
الاحدث
قد يهمك
Share this content: