
العالم على حافة الهاوية: هل تشتعل حرب نووية بين الهند وباكستان؟
بداية الأزمة: لحظة واحدة أشعلت النار
لم يكن أحد ليتصور أن مقطعًا مصورًا لسائح هندي يوثّق لحظاته الأولى في كشمير سيصبح الشرارة التي تشعل فتيل واحدة من أخطر الأزمات في المنطقة. ففي 2 أبريل 2025، وقع هجوم دموي في منطقة بهالجام السياحية أسفر عن مقتل 26 شخصًا، معظمهم من السياح الهنود. الهند سارعت إلى توجيه أصابع الاتهام إلى جماعات مدعومة من باكستان، بينما أعلنت جماعة غامضة تُدعى “مقاومة كشمير” مسؤوليتها عن العملية، مما زاد تعقيد المشهد.
التصعيد الدبلوماسي والاقتصادي
ردًّا على الحادث، قررت الهند اتخاذ سلسلة إجراءات شملت تعليق معاهدة مياه نهر السند، وطرد الدبلوماسيين الباكستانيين، وإلغاء التأشيرات، وخفض العلاقات التجارية والدبلوماسية. في المقابل، أعلنت باكستان إجراءات انتقامية شملت إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الهندية، وإلغاء التأشيرات للمواطنين الهنود، وتعليق التجارة، واعتبار التصرفات الهندية أعمالًا عدائية.
المؤشرات على التصعيد العسكري
في ظل تصاعد التوترات، نقلت وكالة رويترز معلومات استخبارية عن نية الهند شنّ هجوم عسكري قريبًا. رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي منح الضوء الأخضر لقادة جيشه لتحديد طبيعة الرد، بينما تؤكد باكستان أنها على أهبة الاستعداد لأي مواجهة محتملة.
القدرات العسكرية للطرفين
تحتل الهند المرتبة الرابعة عالميًا من حيث القوة العسكرية، بجيش يفوق 1.4 مليون جندي، وأكثر من 3,700 دبابة و9,000 قطعة مدفعية. أما باكستان، فتأتي في المرتبة السابعة بقوات تُقدر بـ700,000 جندي ونحو 2,500 دبابة، و4,600 قطعة مدفعية.
أما في المجال النووي، فلكل من البلدين ما يُقارب 180 رأسًا نوويًا، ما يجعل أي نزاع بينهما محفوفًا بخطر كارثي على البشرية، خصوصًا في حال استُخدمت هذه الأسلحة في مدن مكتظة مثل دلهي، مومباي، وكراتشي.
دراسات مرعبة حول الحرب النووية المحتملة
في دراسة مرعبة نشرتها مجلة Science Advances، جرى محاكاة سيناريو حرب نووية بين الهند وباكستان باستخدام 100-150 رأسًا نوويًا لكل طرف، وكانت النتيجة صادمة: مقتل ما بين 50 إلى 125 مليون شخص خلال أيام معدودة.
دراسة أخرى صادرة عن “رابطة الأطباء الدوليين لمنع الحرب النووية” رجّحت مقتل 20 مليون شخص مباشرة في الساعات الأولى، أما مجلة Nature فحذّرت من أن الدخان المتصاعد من هذه الحرب قد يتسبب في شتاء نووي يضرب الزراعة عالميًا، ما يؤدي إلى مجاعة قد تقتل مليارات البشر.
لماذا لا تزال الحرب الشاملة مستبعدة؟
رغم التصعيد، يشير تقرير حديث لموقع Stratfor في أبريل 2025 إلى أن الحرب الشاملة لا تزال احتمالًا ضعيفًا، ويرى أن الوضع الحالي قد يتجه إلى تصعيد محدود فقط. كما رجّحت مجلة Foreign Affairs أن يقتصر التصعيد على تبادل إطلاق النار على حدود كشمير أو غارات جوية متفرقة، مع استبعاد استخدام السلاح النووي.
عالم على شفا الانهيار
في ظل اشتداد أزمات الشرق الأوسط أيضًا، لا يبدو أن العالم قادر على احتواء مزيد من التصعيد. ففي إسرائيل، اندلعت الحرائق في مستوطنات القدس، وتزايدت الضربات في غزة وتهديدات بإخلاء مستشفى الأهلي، بينما عمّت الفوضى تل أبيب مع انطلاق صافرات الإنذار وأسرى إسرائيليين يثيرون الجدل.
وفي اليمن، صعّد الحوثيون عملياتهم عبر استهداف حاملة طائرات أمريكية في البحر الأحمر وشن غارات مكثفة على صنعاء.
كل هذا يضع العالم في مواجهة سيناريوهات أكثر ظلمة، ما يجعل الحاجة إلى التهدئة والحلول السياسية أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
🌐 مواضيع ذات صلة :
- International Physicians for the Prevention of Nuclear War
- Science Advances – Nuclear War Simulation Study
- United Nations – Disarmament Affairs
- Nature – Climate effects of regional nuclear war
Share this content: